A
+A
-ويؤكد أطباء من جامعتَي Vanderbilt وNIH أن المشكلة لا تتعلق بضعف الإرادة أو تغيّر العادات الغذائية، بل بتغيرات فسيولوجية صامتة ترافق مرحلة تُعرف باسم ما قبل سنّ اليأس (Perimenopause).
ويُعرَّف سنّ اليأس طبيًا بأنه مرور 12 شهرًا دون دورة شهرية، لكن الجسم يبدأ رحلته الهرمونية قبل ذلك بسنوات. وخلال هذه المرحلة، تتقلب مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بشكل غير منتظم، ما يؤثر مباشرة على طريقة تعامل الجسم مع السكر والدهون.
وبحسب دراسات طويلة الأمد، يبدأ الجسم خلال هذه الفترة بحرق سعرات أقل أثناء الراحة، وفقدان تدريجي للكتلة العضلية، وتخزين الدهون في منطقة البطن بدلًا من الوركين والفخذين؛ وذلك حتى وإن لم يتغير النظام الغذائي أو مستوى النشاط البدني.
ويشير الأطباء إلى أن المشكلة الحقيقية لا تتعلق فقط بزيادة الوزن، بل بتغيّر تركيبة الجسم. فقد تحافظ بعض النساء على الوزن نفسه، لكن مع زيادة الدهون الحشوية العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية، وهي دهون ترتبط بارتفاع مخاطر السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، واضطرابات النوم، والالتهابات المزمنة.
وتؤكد نتائج دراسة Study of Women’s Health Across the Nation أن هذه التغيرات تبدأ خلال مرحلة ما قبل سنّ اليأس، وليس بعده.
لماذا تُعد هذه المرحلة فرصة ذهبية؟
يرى الخبراء أن ما قبل سنّ اليأس تمثل نافذة تدخّل مهمة، إذ لا يزال الجسم قابلًا للتكيف والاستجابة. وبعد تثبّت التغيرات الهرمونية في سنّ اليأس، يصبح عكس هذه التغيرات أصعب، وإن لم يكن مستحيلًا.
وينصح الأطباء باستراتيجيات مختلفة عن النصيحة التقليدية "كُل أقل وتحرك أكثر"، ومن بين أهم النصائح والتوصيات:
- تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا للحفاظ على الكتلة العضلية.
- رفع استهلاك البروتين لدعم العضلات وتنظيم السكر.
- تحسين النوم وتنظيم التوتر لتوازن هرمون الكورتيزول.
- مناقشة تركيبة الجسم وصحة الأيض مع الطبيب، وليس الوزن فقط.
ويؤكد الخبراء أن زيادة الوزن في هذه المرحلة ليست خللًا شخصيًا، بل تكيّفاً بيولوجياً طبيعياً. ومع الفهم المبكر والتحرك الصحيح، يمكن للنساء عبور مرحلة ما قبل سنّ اليأس بقوة صحية أكبر، بدل الدخول في معركة متأخرة مع الميزان.
