خلصت دراسة جديدة إلى أن وقت تناول الإفطار قد يلعب دوراً مفاجئاً في صحتك على المدى الطويل، وقد يؤثر حتى على طول عمرك.
ووفقاً لموقع «هيلث»، تشير الدراسة المنشورة في مجلة «كومينيكيشن ميديسن»، إلى أنه مع تقدم العمر، قد يكشف توقيت وجبات الطعام، وخاصةً الإفطار، عن مؤشرات مهمة حول الصحة العامة وطول العمر.
وارتبط تناول وجبة الإفطار في وقت متأخر من اليوم بارتفاع معدلات المشاكل الصحية، مثل الاكتئاب والتعب ومشاكل صحة الفم، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة المبكرة.
وقال الباحث الرئيسي للدراسة حسن دشتي، الطبيب في مستشفى ماساتشوستس بالولايات المتحدة، في بيان: «تشير أبحاثنا إلى أن التغييرات في مواعيد تناول كبار السن للطعام، وخاصةً توقيت تناول وجبة الإفطار، يمكن أن تكون بمثابة مؤشر يسهل رصده على حالتهم الصحية العامة».
وأضاف أن «تشجيع كبار السن على اتباع جداول وجبات منتظمة يمكن أن يصبح جزءاً من استراتيجيات أوسع لتعزيز الشيخوخة الصحية وطول العمر».
كانت الدراسة قد وجدت أن تأخير المشاركين بها في تناول الإفطار ارتبط بازدياد الحالات الصحية المزمنة وارتفاع خطر الوفاة، خلال فترة المتابعة التي استمرت 20 عاماً، وتوافقت كل ساعة إضافية من التأخير في تناول الإفطار مع زيادة خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 8 في المائة و11 في المائة.
وذكر دشتي: «تُظهر هذه النتائج أن تأخير توقيت الوجبات، وخاصةً تأخير تناول الإفطار، يرتبط بكل من التحديات الصحية وزيادة خطر الوفاة لدى كبار السن، إنها تُضيف معنى جديداً لمقولة إن الإفطار هو أهم وجبة في اليوم، وخاصةً لكبار السن».
ما أفضل وقت لتناول الإفطار لإطالة العمر؟
في حين أن الدراسة لا تستطيع إثبات أن تناول الطعام في وقت مبكر يُؤدي مباشرةً إلى إطالة العمر، يقول الخبراء إن الأدلة تُشير إلى فوائد اتباع روتين إفطار مبكر ومنتظم.
وقالت كورتني بيترسون، الأستاذة المساعدة في التغذية بكلية هارفارد للصحة العامة: «عملية الأيض لدينا مُبرمجة لتناول الطعام فور استيقاظنا. وتخطِّي وجبة الإفطار وتناول الطعام في وقت متأخر قد يؤديان إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى الجلوكوز بالدم خلال اليوم، مما قد يُتلف الأوعية الدموية، ويزيد الالتهابات، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب».
لذا يجب الحرص على تناول الطعام خلال ساعة أو ساعتين من الاستيقاظ، فهذا يُساعد على مزامنة الساعة البيولوجية لجسمك، مما يُعزز عملية الأيض وأنماط النوم على مدار اليوم.
أهمية الروتين
يؤكد الخبراء أن الأمر لا يقتصر على وقت تناول الطعام، بل يمتد أيضاً إلى مدى انتظامه، ويُمكن أن يُساعد الانتظام في مواعيد الوجبات على تعزيز إيقاع الساعة البيولوجية للجسم؛ وهي الساعة الداخلية التي تُنظم كل شيء، من الهضم إلى إفراز الهرمونات.
ويقول الدكتور نيت وود، مدير قسم في كلية الطب بجامعة ييل: «عندما تفكر في حياة تُعاش لتعزيز الصحة، فإنها تتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، ونوماً عميقاً، وعلاقات اجتماعية إيجابية، واتباع نظام غذائي صحي؛ أي أن تكون مُتأنياً ليس فحسب بشأن ما تأكله، بل أيضاً بشأن وقت تناوله».
وبتناول وجبتَي الإفطار والعشاء مبكراً، تُؤقلم نمطك الغذائي مع إيقاعات جسمك الطبيعية، وتُقلل احتمالية الإفراط في تناول الطعام، في وقت متأخر من الليل، وتُعزز نوماً أفضل.
وأضاف أن «الأشياء التي نقوم بها يومياً لها تأثير أكبر مما ندرك على صحتنا، قد يكون تخصيص وقت لتناول فطور صحي ومُنتظم أحد تلك الخيارات اليومية الصغيرة التي تُسهم في حياة أطول وأكثر صحة».
