في مراجعة منهجية نُشرت مؤخرًا في مجلة BMC Medicine، توصل باحثون إلى أن التوقف عن تناول أدوية مكافحة السمنة (AOMs)، ولا سيما تلك التي تعتمد على تنشيط مستقبلات GLP-1، يؤدي إلى استعادة ملحوظة للوزن تبدأ بعد حوالي ثمانية أسابيع وتستمر حتى الشهر السادس، قبل أن تستقر.
حللت الدراسة بيانات 11 تجربة سريرية عشوائية خضعت لمعايير دقيقة، شملت ما مجموعه 2466 مشاركًا. وأظهرت النتائج أن استعادة الوزن بدأت تظهر بعد الأسبوع الثامن من التوقف عن العلاج، حيث بلغ متوسط الزيادة 1.5 كجم، لتصل إلى 2.47 كجم في الأسبوع 52. وعلى الرغم من هذه الزيادة، حافظ المشاركون على خسارة صافية للوزن مقارنة بوزنهم الأساسي قبل بدء العلاج، ما يشير إلى فائدة متبقية طويلة الأمد.
ركّزت الدراسة بشكل خاص على أدوية GLP-1، مثل سيماغلوتايد، التي أظهرت فعالية في فقدان الوزن، لكنها ارتبطت أيضًا بانتكاسات ملحوظة بعد التوقف، يُعتقد أنها ناجمة عن فقدان التأثيرات الأيضية وتثبيط الشهية التي توفرها هذه العلاجات. في المقابل، لم تُظهر الأدوية غير المعتمدة على GLP-1 نتائج مماثلة من حيث استعادة الوزن، رغم أن الفروق لم تكن دائمًا ذات دلالة إحصائية.
كشفت الدراسة أن مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والعمر، والجنس، والحالة الصحية الأساسية، لم تؤثر بشكل جوهري على مستويات استعادة الوزن، كما لم تكن هناك فروق واضحة بين من فقدوا وزنًا أكبر أو أقل أثناء العلاج. حتى استمرار تغييرات نمط الحياة، مثل ممارسة الرياضة والنظام الغذائي، لم يمنع الانتكاسة، وهو ما يتناقض مع بعض الأدبيات السابقة، رغم اعتراف الباحثين بمحدودية العينات وتفاوت منهجيات الدراسات.
تشير النتائج إلى أن ظاهرة "الارتداد في الوزن" بعد التوقف عن أدوية السمنة تُشبه إلى حد كبير ما يُلاحظ بعد الجراحة أو العلاج السلوكي المكثف، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى نماذج علاجية طويلة الأمد، وربما مستمرة مدى الحياة، في التعامل مع السمنة كمرض مزمن، لا كحالة مؤقتة.
وتأتي هذه النتائج في ظل تزايد الاعتماد على أدوية مكافحة السمنة، مع اتساع معدلات الإصابة عالميًا والتي يُتوقع أن تصل إلى 3.3 مليار شخص بحلول عام 2035، ما يُلقي بظلاله على أنظمة الصحة العامة ويدفع لمراجعة السياسات العلاجية القائمة.