HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

كيف يغير الذكاء الاصطناعي مكان العمل؟

30
SEPTEMBER
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-

يشهد العالم تحولات متسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي، إذ لم يعد مقتصرًا على كونه أداة تقنية واعدة، بل أصبح قوة مؤثرة تعيد تشكيل بيئات العمل وتفرض إيقاعًا جديدًا على طبيعة الوظائف والمهارات المطلوبة. وبينما تنشغل الشركات والباحثون بتقييم جدوى هذه التكنولوجيا، فإن ملامح التغيير بدأت تفرض نفسها بوضوح داخل المكاتب والاجتماعات وأساليب إدارة الفرق.

 

تحت عنوان " كيف يغير الذكاء الاصطناعي مكان العمل؟" يشير تقرير لصحيفة economist، إلى أن:

 

الـ AI "قد ينتهي به الأمر دون بلوغ أعلى التوقعات، ولن يتضح أثره الكامل إلا على مدى زمني طويل".

كثير من الشركات تقول إنها تشعر بخيبة أمل من العوائد حتى الآن.

ومع ذلك، فإن ملامح المكتب تغيّرت بالفعل بفضل هذه التكنولوجيا.

الموظفون غالبًا ما يتبنون التكنولوجيا بمبادرة فردية، ويجربون بأنفسهم كيفية استخدامها على أفضل وجه. بعضهم يفعل ذلك بسرية، خشية ألا يُكافأوا على استخدامهم أو يُستبدلوا بواسطتها.

لكن الشركات المطورة للنماذج المتقدمة قادرة على رصد ما يحدث؛ ففي دراسة حديثة صادرة عن "المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية" (NBER)، وثّق فريق من باحثي "أوبن أيه آي" مع ديفيد ديمينغ من جامعة هارفارد، كيفية استخدام الناس لـ "شات جي بي تي". وأظهرت أن متوسط عدد الرسائل اليومية في العمل قفز من 213 مليون رسالة في يونيو 2024 إلى 716 مليون رسالة بعد عام واحد فقط، رغم أن الاستخدام الشخصي للتطبيق نما بوتيرة أسرع.

وفي نسخة حديثة من "المؤشر الاقتصادي لأنثروبيك"، وهو تحليل أعده باحثون في الشركة المطوِّرة لروبوت "كلود"، جرى التمييز بين نمطي "الأتمتة" و"التعزيز"؛ الأول يقوم على تفاعل مباشر يأمر فيه المستخدم النموذج بإنجاز مهمة ما، أما الثاني فبمثابة تعاون يعتمد على أسئلة وردود فعل متبادلة.

 

 

للمرة الأولى منذ إطلاق المؤشر، تجاوزت حالات الأتمتة مثيلاتها من التعزيز، ما يشير إلى أن المزيد من المهام بات يُفوَّض إلى الذكاء الاصطناعي.

 

ويضيف التقرير: "الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح جزءًا أصيلًا من حياة المكاتب، فهو يشكل خلفية ثابتة للنقاشات اليومية (..) كما أن المصطلحات التقنية أصبحت طاغية (..)".

 

ويشير إلى أن:

 

الافتراض بأن الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان بدأ يترسخ.

الاجتماعات تُفرغ وتُلخّص بشكل روتيني بواسطة الآلة.

وقد يُصبح استخدام للذكاء الاصطناعي عنصراً في تقييم الأداء.. بعض الشركات لديها لوحات متابعة لمراقبة اعتماد الموظفين للتقنية. وغالبية الرؤساء بعثوا برسالة واضحة إلى فرقهم: "جربوا هذه الأداة".

متغيرات رئيسية

يقول المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن تأثير الذكاء الاصطناعي على بيئة العمل واسع وعميق، ويمتد إلى مختلف جوانب المؤسسات.

ويوضح أن أبرز التأثيرات تتمثل في عدد من المحاور الرئيسية، أولها "تغيير طبيعة الوظائف"، ذلك أن الذكاء الاصطناعي بات يتولى الكثير من المهام الروتينية مثل إدخال البيانات، معالجة الطلبات، وإجراء التحليلات الأولية، مما يمنح الموظفين مساحة أكبر للتركيز على التفكير الاستراتيجي والإبداع واتخاذ القرارات. لكن في المقابل، فإن بعض الوظائف التقليدية مهددة بالاختفاء أو الانكماش.

 

كما يلفت إلى تأثير الـ AI في "تحسين الكفاءة والإنتاجية"، موضحاً أن

 

الذكاء الاصطناعي يقلل من الأخطاء البشرية ويرفع سرعة الأداء، إذ يمكنه تحليل ملايين السجلات خلال دقائق.

أدوات مثل ChatGPT أو أنظمة الترجمة التلقائية توفّر وقتاً وجهداً كبيرين، مما يجعل بيئة العمل أكثر اعتماداً على البيانات بدلاً من الحدس.

ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يعيد بدوره تشكيل المهارات المطلوبة، ذلك أن الموظف المثالي في العصر الحالي، بحسب بانافع، هو من يجمع بين المهارات التقنية اللازمة للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، والمهارات الناعمة مثل التواصل والإبداع والقيادة. كما أن العديد من الشركات بدأت بالفعل بالاستثمار في تدريب موظفيها على التفكير النقدي والتعاون مع الآلة بدل مقاومة التغيير.

 

ويُبرز أيضاً صعود أنماط عمل جديدة، على اعتبار أن الذكاء الاصطناعي ساعد على بروز العمل الهجين والتنسيق بين فرق موزعة على قارات مختلفة، إضافة إلى المساعدات الذكية المدمجة في البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الداخلي مثل تطبيق Slack، فضلاً عن المكاتب الذكية التي تعتمد على الخوارزميات في كل شيء من الإضاءة وحتى جدولة الاجتماعات.

 

لكن في السياق نفسه، ينبه بانافع أن "هذه التحولات لا تخلو من تحديات، مثل قضايا الخصوصية الناتجة عن مراقبة الموظفين عبر أنظمة تحليل الأداء، وخطر الاعتماد المفرط على الأنظمة بما قد يؤدي إلى شلل المؤسسة عند تعطلها، فضلاً عن الضغوط النفسية التي يعيشها بعض الموظفين بسبب مخاوف فقدان وظائفهم".

ويستطرد: "رغم هذه المخاوف، الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام وظائف جديدة مثل "مدرّب أنظمة الذكاء الاصطناعي" أو "مفسّر مخرجات النماذج"، كما يمكّن الشركات الناشئة الصغيرة من منافسة عمالقة السوق بموارد أقل".

تغير جذري

ويشير تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن:

 

عالم العمل كما نعرفه يشهد عملية إعادة ابتكار، إذ يُحدث الذكاء الاصطناعي تغييراً جذرياً في المبادئ الأساسية التي تُشكل أساس نظرتنا إلى الوظائف ونماذج العمل والمواهب والتكنولوجيا.

في العام الماضي، ارتفع استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل بنسبة 5.5 نقطة مئوية في أوروبا وحدها.

انتقلت التكنولوجيا من تمكين الكفاءة في المصانع، إلى لعب دور في الاجتماعات واتخاذ القرارات. فهي لا تقتصر على تعزيز المهام فحسب، بل تُعزز الذكاء البشري وتُعيد تشكيل مهن بأكملها.

وسرعة هذا التحول ونطاقه غير مسبوقين. لكن التحدي الأكبر لا يكمن في التكنولوجيا، بل في ضمان استغلال العنصر البشري في هذا التحول على النحو الأمثل.

ويعتقد أكثر من نصف المديرين التنفيذيين أن تأثير الذكاء الاصطناعي سيكون أكبر أو مساوٍ للإنترنت، وفقًا لبحث حديث أجرته شركة TCS ، حيث أعرب 57 بالمئة منهم عن حماسهم أو تفاؤلهم بشأن تأثيره على أعمالهم. إلا أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين يدركون أن مؤسساتهم بحاجة إلى تغييرات جذرية للاستفادة من كامل إمكانات هذه التكنولوجيا.

 

إعادة تشكيل طبيعة العمل

وإلى ذلك، يقول أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، إن:

 

إدماج الذكاء الاصطناعي أدى إلى إعادة تشكيل طبيعة الكثير من الوظائف.

المهام الروتينية المتكررة باتت مؤتمتة بشكل متزايد، مما يقلل من الحاجة إلى بعض الأدوار التقليدية، لكنه في الوقت نفسه يخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات تحليلية، وإشرافاً على الأنظمة الذكية، وإبداعًا بشريًا لا يمكن للآلة محاكاته.

ويشير إلى مجموعة من الأمثلة على الوظائف التي ستتأثر كثيرا بحسب موقع Statista ، ومن بينها: الصرّافون، كتبة المكاتب العامة، مُمثّلو خدمة العملاء، وظائف المحاسبة والتدقيق، مقدمو الوجبات السريعة، المشرفون المباشرون على عمّال المبيعات بالتجزئة، كتبة الشحن والاستلام والجرد، والصرّافون البنكيون.

 

ويوضح أن الدراسات تُظهر أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تحليل البيانات، وخدمة العملاء، والتسويق، يسهم في تسريع إنجاز المهام وتقليل الأخطاء. وهذا يسمح للموظفين بالتركيز على أنشطة ذات قيمة أعلى مثل التخطيط الاستراتيجي أو الابتكار.

 

ويضيف العمري: "مع انتشار الذكاء الاصطناعي، يزداد الطلب على مهارات جديدة مثل علم البيانات، التعلم الآلي، وأمن المعلومات. هذا يدفع المؤسسات إلى الاستثمار في تدريب الموظفين وتأهيلهم، ويشجع على ثقافة "التعلّم المستمر" لمواكبة التحولات السريعة في سوق العمل".

 

لكنه في الوقت نفسه يتحدث عن " التحديات الأخلاقية والإنسانية"، موضحاً أنه:

 

رغم الفوائد، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول العدالة في التوظيف، والتمييز الخوارزمي، والخصوصية.

كما يواجه الموظفون ضغوطًا نفسية ناتجة عن القلق من فقدان الوظائف أو التنافس مع الأنظمة الذكية، ما يستدعي تبني استراتيجيات متوازنة تركز على الإنسان أولاً.

بينما في المقابل، يُفتح المجال أمام نماذج جديدة من التعاون بين الإنسان والآلة. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون "زميلًا رقميًا" يساعد على توليد الأفكار وتقديم توصيات ذكية، مما يعزز بيئة العمل الإبداعية ويزيد من مرونة المؤسسات، وفق العمري.

Skynews
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING