HI,{{username}}
Manage account
Change password
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES

حرب المواهب تشتد.. ميتا تجرّد آبل من عقولها الاستراتيجية

21
JULY
2025
  • {{article.caption}}
  • {{article.caption}}
A
+
A
-
Print
Email
Email
A
+
A
-
‎في خطوة تعكس تصعيداً لافتاً في حرب استقطاب العقول بين عمالقة التكنولوجيا، نجحت شركة "ميتا بلاتفورمز" في اجتذاب باحثَين بارزين يعملان في مجال الذكاء الاصطناعي لدى آبل، وذلك بعد وقت قصير من استقطاب رئيسهما عبر إغرائه بحزمة مالية ضخمة.
 
‎وتأتي عملية الاستقطاب هذه ضمن إطار استراتيجية هجومية تنتهجها ميتا لتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك عبر ضم أفضل الكفاءات من منافسيها، حيث تضاعف مالكة فيسبوك وواتساب رهاناتها على هذه التكنولوجيا، مستثمرة بسخاء في العقول والبُنى التحتية لمجاراة منافسين مثل OpenAI وغوغل.
 
‎ووفقاً لتقرير نشرته "بلومبرغ" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فقد عيّنت "ميتا" كلّاً من المهندسين مارك لي وتوم غونتر في فريق مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائق لديها، بعد أن عملا سابقاً إلى جانب رومينغ بانغ، الذي قاد فريق نماذج اللغة الكبيرة في آبل، قبل أن تنجح "ميتا" في استقطابه هذا الشهر مقابل حزمة تعويضات ضخمة تمتد لعدة سنوات وتتجاوز قيمتها 200 مليون دولار.
 
‎استهداف لعمود آبل الفقري
‎والملفت أن المهندسَين اللذين انضما إلى "ميتا" ينتميان إلى فريق AFM (نماذج مؤسسة آبل)، وهو الفريق المسؤول عن تطوير التقنيات التي تشكّل العمود الفقري لطموحات آبل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
 
‎ويضم الفريق نحو 100 مهندس، لكنه بدأ يواجه اضطرابات داخلية متزايدة مع تصاعد العروض المغرية من شركات منافسة، أبرزها "ميتا"، وهو ما دفع بآبل للتحرك ومحاولة تفادي ما يحصل عبر تقديم زيادات في الرواتب، إلا أن هذه الخطوة لم تكن كافية، فالحوافز المالية التي تعرضها "ميتا" هي أضعاف ما تقدّمه آبل لمهندسي الذكاء الاصطناعي.
 
NTT DATA: حرب المواهب ستسرّع من تطور الذكاء الاصطناعي
‎ميتا تبني جيش الذكاء الخارق
‎أما فريق مختبرات الذكاء الاصطناعي الفائق في "ميتا"، والذي بات يستقطب عدداً من أبرز مهندسي آبل فهو وحدة حديثة العهد، أُنشئت خصيصاً لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة تتمتع بقدرات تقارب الذكاء البشري أو تتجاوزه، عبر توظيف جيش من المهندسين اللامعين في هذا المجال. وقد خصّصت "ميتا" لهذا الفريق رواتب مرتفعة جداً ومكاتب قريبة من مكتب الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ في المقر الرئيسي للشركة في مينلو بارك، كاليفورنيا، بهدف تعزيز التعاون والتفاعل المباشر مع القيادة العليا.
 
‎وفي منشور له هذا الأسبوع على منصة Threads، كشف زوكربيرغ أن "ميتا" تعتزم ضخ مئات المليارات من الدولارات كاستثمارات في البنية التحتية الحاسوبية لبناء الذكاء الخارق.
 
‎تيم كوك في مأزق الذكاء الاصطناعي
‎وتتجه الأنظار اليوم إلى رئيس آبل تيم كوك، الذي تقع عليه مهمة إنقاذ الشركة من المأزق الموجودة فيه، علماً أن صانعة الآيفون تعاني ومنذ عام 2024، من عجز في مواكبة منافسيها في هذا السباق المصيري، بسبب تخبط في الرؤية، بين خيار بناء نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها أو الاستعانة بنماذج خارجية، وهذا ما خلق ارتباكاً في الأولويات وتباطؤاً في التنفيذ. كما تعثّرت عملية تطوير آبل لنماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها بسبب عراقيل تمويلية ناجمة عن قرارات تقشفية اتُخذت في عام 2023، أدّت إلى تقليص استثمارات الشركة في البنية التحتية الحوسبية.
 
‎ويدرس كبار التنفيذيين في شركة آبل حالياً خياراً استراتيجياً يتمثل في الاعتماد على نماذج ذكاء اصطناعي خارجية لتشغيل المساعد الصوتي "سيري" وميزات "Apple Intelligence"، حيث تشمل الخيارات المطروحة استخدام نموذج ChatGPT  التابع لشركة  OpenAI، أو نموذج Claude المطوّر من قبل شركة Anthropic.
 
‎وفي الوقت عينه، تعمل آبل على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها، في محاولة لضمان أعلى مستويات الخصوصية، ومنع تسرب بيانات مستخدميها إلى جهات ثالثة. 
 
‎يذكر أن آبل أعلنت في يونيو 2025 أن التحديثات الجوهرية والكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تلك المتعلقة بالمساعد الذكي "سيري"، ستتأجل حتى عام 2026، لتعجز بذلك الشركة عن تقديم الخدمات التي كانت قد وعدت بها في عام 2024.
 
‎لماذا تستهدف ميتا نخبة آبل؟
‎ويقول الكاتب والمحلل المختص بالذكاء الاصطناعي ألان القارح، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما يحصل حالياً بين ميتا وآبل يوضح بجلاء كيف أصبحت المواهب التقنية، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، المورد الأندر والأكثر تأثيراً في تنافس الشركات الكبرى، حيث أن خطة ميتا تقوم بشكل خاص على استهداف نخبة العاملين في عالم الذكاء الاصطناعي بما يضمن تفوقها في هذا المجال، ولذلك نراها تطارد المواهب الموجودة لدى آبل التي تعاني من تقلبات داخلية تمنعها من تحديد اتجاهاتها بالسرعة المطلوبة، وهو الأمر الذي يدفع موظفي صانعة الآيفون للقبول بالعروض المغرية التي يتم تقديمها لهم.
 
‎وبحسب القارح فإن الميزة التي تحاول ميتا استغلالها تكمن في قدرتها على الإنفاق الهائل على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توفيرها بيئة عمل ديناميكية وسريعة وغير مقيّدة بضوابط معقدة وهو ما يسمح للمهندسين بالعمل والابتكار بعيداً عن البيروقراطية الموجودة لدى آبل، فضلاً عن أن العمل لدى ميتا سيكون مجزياً من الناحية المادية بشكل أكبر، خصوصاً أن آبل لديها ايضاً مشكلة في الثقافة المالية التي تتحكم في استراتيجياتها.
 
‎ويشرح القارح أن آبل اعتمدت لسنوات طويلة على نهج مالي صارم، يتمثّل في تسعير منتجاتها بمستويات مرتفعة، والسعي لتحقيق أرباح فورية، إلى جانب سياسة تقشف واضحة في الإنفاق، غير أن هذا النهج بات غير قابل للاستمرار في وقت تتسابق فيه شركات مثل ميتا على اجتذاب أفضل العقول، مشدداً على أنه لا يمكن لآبل أن تواصل سياسة البخل المالي التي تكبّل قدرتها على التوسع والتطور، خصوصاً أن موظفيها باتوا هدفاً لعروض يصعب مقاومتها، فتخصيص حوافز مالية بقيمة 200 مليون دولار لشخص واحد كما فعلت ميتا، يكشف حجم الرهانات في السوق، وبالتالي فإن تمسّك آبل بهوامش ربح عالية وإنفاق محدود، يضعها في موقف ضعف أمام منافسين لا يترددون في الإنفاق بسخاء لاحتلال موقع الريادة.
 
‎ويضيف القارح إن المشكلة لا تنحصر في حجم الرواتب أو الحوافز المالية فقط، بل في طبيعة بيئة العمل نفسها، فآبل لطالما اشتهرت بثقافتها المؤسسية الصارمة والمغلقة، وهذا النهج قد يكون مناسباً لبعض الأقسام، لكنه يقيّد حرية مهندسي الذكاء الاصطناعي الذين يحتاجون إلى مساحات واسعة من التجريب والوصول الحر إلى البيانات، لافتاً إلى أن السرعة والتعلّم المستمر من كميات هائلة من البيانات هما مفتاح التقدّم في عالم الذكاء الاصطناعي، وبالتالي إذا استمرت آبل في مقاومة هذا الواقع من منطلقات الخصوصية والانضباط، فستخسر السباق، مهما كان حجم علامتها التجارية.
 
‎ميتا تشتري فرصة التفوّق
‎من جهته يقول المحلل التقني جوزيف زغبي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن البطء في اتخاذ القرار والتمسّك بنهج متشدد تجاه بيانات المستخدمين لا يخدم آبل في هذه المرحلة، فالمنافسة الآن ليست فقط على المنتجات، بل على الوقت والقدرة على التعلّم السريع، إذ أن شركات مثل ميتا وأوبن إيه آي تتحرّك بسرعة البرق، وتمنح مهندسيها مرونة كاملة في تطوير النماذج والتعامل مع البيانات، أما في آبل فيصطدم المهندسون بقيود داخلية تجعلهم يشعرون بالعجز، رغم الإمكانات الهائلة، ولذلك إذا لم تغيّر الشركة هذا الواقع، فلن يكون فقدان العقول مجرد حادث عابر، بل بداية لتآكل تفوقها التاريخي.
 
‎ولفت زغبي إلى أنه رغم أن نجاح ميتا في اجتذاب عقول بارزة من داخل آبل يُعد ضربة رمزية قوية في سباق الذكاء الاصطناعي، إلا أن ذلك لا يعني حكماً أن مالكة فايسبوك ستفوز تلقائياً بهذا السباق المحتدم، فاختبار النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بعدد العقول المستقطبة أو قيمة الحوافز المالية، بل بقدرة الشركة على تحويل هذه الكفاءات إلى منتجات ملموسة ومتفوقة، حيث انه غالباً ما يصطدم هذا المسار بتحديات تنظيمية، لذا فإن ما تفعله ميتا اليوم هو شراء "فرصة" للتفوق لا ضمانة له، وستظهر الشهور المقبلة ما إذا كانت قادرة فعلاً على ترجمة هذا الاستثمار إلى اختراق نوعي في عالم الذكاء الاصطناعي.
Skynews
MORE ABOUT
ADVERTISE HERE
JUST IN
TRENDING
HEADLINES
{{headlineCount}} new {{headlineCount == 1 ? 'update' : 'updates'}}
+ MORE HEADLINES
TRENDING